احاديث عن الحب
أعرفكم بنفسي، انا مها ٣٣ سنة جامعية، مرحة وأحب الكتابة والحياة وبنفس الوقت هادئة وبسيطة. يعرفني الجميع كفتاة مطيعة مهذبة تطبق جميع التقاليد والعادات المتعارف عليها ولكن لم اجد نصيبي حتى الآن. أصبحت اسمع بعض الإنتقادات وبعض الهمس:”لقد فاتها القطار“ ،”أصبحت عانس“ وغيره مما يقال عندما تتعدى الفتاة الثلاثين من عمرها ولم تتزوج بعد. كنت أفكر دائما من وضع هذا الحد وماذا يعني فاتها القطار. بصراحة ليس بالجديد فمن هواياتي التفكير بكل ما يدور حولي وكل ما أسمع..
لنفترض إني كنت واقفة بمحطة وكان هناك قطار قادم وهو الأخير هل علي أن أخذه حتى لو كان ذاهب للوجهة الخاطئة؟ بما يعني، هل علي أن أقبل بأي شخص يتقدم لي بغض النظر إذا كان الشخص الصح أو لا؟ هل علي أن أقبل حتى لا انعى بالعانس وأعيش حياة غير سعيدة؟ حياة ترضي الأخرين ولا ترضيني؟
يقال للرجل الذي عدى سن الزواج ولم يتزوج بعازب أما الفتاة فتسمى عانس. لماذا وجد هذا اللقب؟ برائي من يأمن بأن الزواج كالقطار وأن من تعدى سن الزواج يسمى بعانس، لماذا لا يطلق على كلا الجنسين بعانس؟ لنكون حياديين و لمنع التحيز ليس لسبب أخر، الشباب عازب والفتاة عازبة.
سأخبركم بقصتي وما هو سبب تاخيري بالزواج. عندما كنت في بداية العشرينات مريت بتجربة عاطفية لعبت دورا كبيرا في تاخير فكرة الإرتباط عندي. كنت مخطوبة بطريقة تقليدية تمت عن طريق الأهل. والدي كان ضد فكرت أن تطول مدة الخطوبة لأنها تؤدي إلى مشاكل. نعم واجهت مشاكل كثيرة معه ولكن تختلف عن ما كان يقصده والدي بعض الشي. كان لدي إحساس غريب غير مريح ولم أرغب بالإستعجال أبدا. كان خطيبي غامض بعض الشي وخصوصا إذا تقربت من هاتفه. لم يعلن أبدا على أي موقع تواصل أنه خاطب أو صورة للخواتم مثل كل المخطوبين الجدد تجد صور خواتمهم في كل مكان. مرة الأيام وفي كل مرة أساله عن السبب وأحصل على أجوبة غير مقنعة. اكتشف أنني لا أتفق مع أفكاره ومعتقداته وعلاوة على ذلك كان يخفي انه كان متزوجا. فسخت خطوبتي ومضت السنين حتى تعديت الثلاثين. وحين أصبحت مستعدة للزواج لم أجد الشخص المناسب بكل بساطة لأني لم أعد ضمن الإحتمالات لأني تعديت سن الزواج وأصبحت عانسة.
فمما هو ذنبي؟ لكي يكون جزائي ان أعيش محرومة من حقي بأن أصبح زوجة وأم. وماذا ستقدم لي التقاليد حينها؟
لدي الكثير من المواضيع التي أرغب بمشاطرتها معكم، لذا من الممكن أن أعود لكم مجددا مع نقاشات ومواضيع أخرى .
الخطوة الأولى من حق من
هناك عدد هائل من مستخدمي مواقع التعارف والزواج في مجتمعاتنا، ولكن الكثير لا يعرف ذلك. يبدو أن الأمر أصبح طبيعيا أكثر مما نعتقد. مئات الآلاف يستخدمون مواقع التواصل والتعارف وجزء كبير منهم تتوج علاقتة بالسعادة والحب والزواج.
بصورة عامة الحياة الإلكترونية بدأت تدريجيا بأخذ جزء من حياتنا الحقيقة ولم تتوقف على كونها وسيلة للتعارف فقط وإنما أصبحت تتدخل في جميع مستويات الحياة. أصبحت تستخدم للترويج عن حياة مثالية مليئة بالسعادة بعيدا كل البعد عن الواقع. كما حصل معي من خلال تجربتي السابقة، حيث أخفى خطيبي عني أنه متزوج بكل حرفية وبنفس الوقت أخفى عن زوجته أنه خاطب. قام بإخفاء أي دلائل حقيقة وأظهر الجانب الذي يرغب في توصيلها للآخرين.
لم أفكر يوما بالتعرف عن طريق الإنترنت أو القيام بالخطوة الأولى بصورة عامة. لدي مبدأ لا أعرف من أين أتيت به وما صحته ولكني تربيت على أن القيام بالخطوة الأولى هي ملك للرجل وحكر عليه. بما يعني أن علي أن أنتظر من يختارني وبعدها أعطي رأيي. لست من معارضي التقاليد ولكن من منح الرجل هذا الحق؟ لماذا لا يمكنني أن أختار من أريد أن أشارك حياتي معه؟
برائيي تعتبر المرأة التي تقوم بالخطوة الأولى على أنها جريئة. ولكن هناك من لا يميز مابين الجرأة والوقاحة في مجتمعنا. بالحقيقة كلها تعتمد على قناعات الرجل وأسلوب تفكيره ومكان بيئته. فيوجد رجال يفضلون المرأة التي تقوم بالخطوة الأولى لأنه ذو طبع خجول وهناك من لا يقبل بتاتا بتصرف كهذا ويعتبره كوقاحة ومخالفة للتقاليد.
لدي صديقة جريئة نوعا ما ولكنها لا تقوم بالخطوة الاولى وإنما تعتمد على أساليب غير مباشرة تدفع الرجل للقيام بالمبادرة الأولى. خوفا منها أن تصنف أو تضع في خانات آخرى غير مرغوب بها. بإمكان المرأة أن تعبر عن مشاعرها فهذا يدل على إنها متصالحة مع نفسها. ولكن الأكثرية تخفي ذلك خوفا من الإنتقادات. فلماذا هناك خوف من التعبير عن المشاعر الحقيقية؟ هي من حق الكل فكلنا إنسان وكلنا مشاعر وداخل كل إنسان عاشق، هناك من يقدره ويمنحه حقه وهناك أيضا من لا يفهمه.
و قرأت مرة أن هناك تطبيق تعارف قام بدراسة حول المرأة التي تبادر بالخطوة الأولى في بدء المحادثة مع من أعجبها، يكون لها فرص أكبر بإيجاد الحب. وأثبت بأن كل علاقة ناجحة من أصل ٣ بدأت برسالة من المرأة. هذا سيزيد من فرصها بالعثور على الحب الحقيقي.
مابين اختلافات الحاضر والماضي وما يفرضه المجتمع علينا، مازلت أفضل أن تكون المبادرة الأولى من الرجل. أظن أن تربيتي تفرض علي هذا المبدأ. وبين ما اكون جالسة وانتظر الخطوة الأولى ستأتي فتاة أخرى وتأخذ المبادرة وتسرق قلب من أعجبني. الموضوع ليس اصطياد أو سباق ولكن لماذا افني عمري ووقتي بالإنتظار؟ لذا قررت أن صادفني ملف لشخص شد إنتباهي لا أنتظره وسوف أبادره على الأقل لو حتى بإعجاب فقط.
فتح الإنترنت بالأونة الاخيرة أبواب للتواصل والإنفتاح على العالم. فمن خلال مواقع التواصل الإجتماعي والتعارف أصبح بالأمكان لقاء أشخاص من جميع انحاء العالم والتعرف على ثقافات جديدة متنوعة. كأن الخطابه لبست ثوبا جديدا لتعود لمجتمعنا بصورة إلكترونية عوض عن التنقل بين البيوت للبحث عن زوجات وأزواج مناسبين.
Comments
Post a Comment