للبحث عن زوجات وأزواج مناسبين.
فزمن الخطابه انتهى وأصبحت مواقع التعارف والزواج هي الرائدة في توفيق رأسين في الحلال من قبل مشتركين باحثين عن نصفهم الأخر بنفسهم ومن دون أي وسيط، من خلال تصفح ملفات مختلفة لأيجاد الشخص الإكثر مناسب من خلال المعلومات التي وضعوها في ملفهم الشخصي. حين يصبح هناك تفاهم أو ود بين الطرفين تنتهي مهمة المواقع كما تنتهي مهمة الخطابة بتعارف الطرفين. بعدها يتم الإنتقال والبدء بخطوات أكثر جدية كالخطوبه والزواج.
كنت دائما أفكر في مدى فعالية هذه المواقع ومدى نجاح القصص فيها. استمعت وتعرفت على قصص مختلفة من قبل الصديقات والمعارف، فهناك قصص تؤجت بالنجاح والنهايات السعيدة كالأفلام وأخرى أنتهت قبل أن تبدأ. مالذي يجعلها تنتهي قبل أن تبدأ؟ هل من الممكن أن يكون السبب هو أختلاف الأهداف أو عدم الوضوح؟ وما العامل الأساسي في نجاح أو فشل العلاقات عبر مواقع التعارف؟
لأعتقد بأن أسباب نجاح العلاقات هي الطريقة التي تعرفا من خلالها وإنما للثقة والصدق تأثير كبير. فهما إحدى الأسس التي تبنى بها أي علاقة حقيقية طويلة الأمد. وفي النهاية الإنترنت ما هو إلا وسيلة للتعارف ويبقى النجاح أو الفشل معتمد على الأشخاص وطباعهم وجديتهم في البحث عن زواج حقيقي.
أخبرتني صديقة بأن التعرف عبر مواقع التعارف يحتاج لتواخي الحذر وعدم منح أي شخص الثقة العمياء. حينها فكرت بالموضوع وناقشتها. هل تواخي الحذر مربوط فقط بالتعرف عبر الإنترنت أو بصورة عامة مع أي شخص تتعرف عليه؟ نعم ليس لدي تجارب كثيرة بالحياة العاطفية والتعرف على الجنس الآخر ولكن تجربتي الوحيدة كانت كفيلة بتعليمي درس بالحياة. ممكن أن يكون الشخص الذي نتعرف عليه بالواقع ليس محل للثقة كما هو الحال في مواقع التعارف. يوجد الجيد والسيء في كل مكان فإن خُليت قُلبت.
ما أحاول فهمه هو لماذا ياترى يكون الزواج عن طريق الخطابات محبوبا لدى المجمتع ولكن عبر مواقع التعارف يكون غير مرغوبة بالإعلان عنه؟ مع إن الإثنين يقومان بنفس العمل ولهما نفس المساوء والمحاسن. هل لأن الخطابات طريقة نعرفها منذ زمن وإعتدنا عليها؟ أم لإننا لا نتأقلم بسرعة مع التطورات والتكنلوجيا التي تدور حولنا؟
الزواج عبر مواقع التعارف وتحفظ المجتمع
تطرقت في مقالي السابق عن مواقع التعارف والخطابات وما وجه التشابه بينهما وما مدى فعالية هذه المواقع. بصراحة هذا ليس ما يقلقني فقط، لدي عدة تساؤلات وأفكار تدور برأسي تتضارب مع ما إعتدت عليه - وما هو رائد الان؟ أعلم أن الكثيرين يستخدمون مواقع التعارف والزواج وإن هناك أكثر من ٥٠ بالمئة من الشباب والبنات لديهم تطبيق للتعارف على جهازهم.
ما أفكر به هو هل حقيقة أن الموضوع أصبح طبيعيا وأعتياديا أكثر مما اتصور؟ اعلم أن هناك فرق حسب الدولة والمدينة والعائلة، من الطبيعي أن يكون لكلها تاثير حول كيف ننظر للموضوع، ولكن مااعرفه أن التعارف خلال مواقع الأنترنت غير مرغوب به. دعوني أتكلم بصورة شخصية ولكي اكون أكثر مصداقية ففي مجتمعي غير مقبول بتاتا. لا أستطيع ان اتخيل ماستكون ردة فعل أهلي أو ممن حولي إذا أخبرتهم بأني تعرفت على شخص ما عبر مواقع التعارف والزواج. هل سيتقبلون الموضوع ام علي حينها أن اخفي الحقيقة وأكتب سيناريو جديدا تقليدي يفرح به أهلي ويتقبله الآخرون برحب صدر؟ لا أستطيع تخيل وجه والدي حينما يسمع شيأ كهذا.
لنترك الاهل جانبا… فمخاوفي لم تتوقف عليهم فقط بل أفكر أيضا بفارس أحلامي الذي أجده عبر الإنترنت وكيف ستكون نظرته لي فيما بعد؟ بالرغم من أن أكثرية الشباب لديهم تطبيق تعارف على جهازهم إلا أنهم لا يفضلون هذه الطريقة. حتى وإذا إنتهى التعارف بالنجاح وتوج بالزواج هل سيثق بي أو سيقول لي يوما ما لا أثق بتربيتك لإبنتي لأنك خنتي ثقة أهلك بك؟ إذا كانت أفكارهم كذلك، فمن المؤكد بان المتزوجين من خلال الإنترنت سيواجهون مشاكل عديدة بسبب تولد الشك بينهم.
على الرغم من تركيز مواقع التعارف على الزواج كهدف بحد ذاته مع ذلك فمجتمعنا العربي مازال متحفظا تجاه فكرة الزواج عبر الإنترنت. قرأت في مقال ما عن إحصائيات غير رسمية ذكرت أن هناك أكثر من ٤٠٠ موقع للتعارف والزواج، كما تشير إحصائيات أخرى لوجود مابين ١٥٪ إلى ٢١٪ فتاة عربية عزباء يتعدى عمرها سن الثلاثين. فربما تكون هذه فرصة لها بالعثور على شريك الحياة إلكترونيا. لماذا لا يسمح لها بأن تنتهز هذه الفرصة للعثور على نصيبها وبنفس الوقت حل مشكلة المهور والعنوسة في مجتمعنا العربي.
إذا استمريت بهذه الأفكار لن أنتهي فهناك قائمة طويلة بمخاوف وتساؤلات لن يستطيع أحد إجابتي عليها. علي أن اعرف ماذا أريد. حسب معتقدي يمكنني ان أخوض أي تجربة أراها مشوقة ومناسبة لي من دون أن اخالف ديني أو اسيء لنفسي أو لأهلي. لو إتفقتا بان التعارف عبر الإنترنت هو مرحلة أولية يتبعها تعارف على أرض الواقع وأنه لا يفي وحده لتكوين علاقة حقيقية، بل هو وسيط فقط للتعارف، فما المانع من استخدام هذه التكنلوجيا؟
مابين التردد والخوف من الخوض بتجربة عبر الإنترنت بسبب ما طرحت مسبقا من مواضيع تشتت أفكاري. إلا أني أرغب بمنح هذه التجربة فرصة. لدي فضول وينتابني التشويق ولكن بنفس الوقت أشعر كأنني متجمدة بمكاني وهناك ما يمسك بي حيث لا أستطيع القيام بأي خطوة. استمريت لفترة طويلة على نفس الموال مابين هذا وهذاك.
لأخبركم عن تجربتي هنا، في يوما من الإيام في وقت متأخر من الليل لم استطيع النوم. أتقلب يمينا ويسارا على فراشي. فشلت جميع محاولاتي بالخلود للنوم. تجولت في منزلي وكان الجميع نائما غارقا في الأحلام إلا مها. فكرت ملئيا بمواقع التعارف والزواج… دخلت على الإنترنت وقمت بتصفح مواقع عديدة طبعا من دون أن انشئ أي حساب، أكتفيت بأخذ نبذة عنها. بعدها قررت أن أخوض تجربتي الخاصة، بالأخير لا أحد سيعيش حياتي ويومي غيري أنا. دفعني فضولي لكي أكتشف كل ما تخفيه هذه الشاشة من أسرار ولعلي أفهم مخاوف أهلي والمجتمع.
كتبت لصديقتي رساله نصية عبر الوتساب وسألتها عن اسم الموقع الذي تحدثت عنه كثيرا. عندما راسلتني بالاسم، انتظرت إلى أن أنتهي من جميع أعمالي لكي يكون لي متسع الوقت للإكتشاف. كان موقع صدفة يختلف عن ناظريه في طريقة الكتابة والتصميم. أعجبني وطلبت من صديقتي أن تساعدني بتسجيل حساب جديد واكتفيت بالتسجيل.
بعد ذلك رجعت مجددا ودخلت لصدفة. وبدأت مشواري بإكتشاف عالم جديد من خلف الشاشة، حيث نقلتني صدفة لصفحة أكتشاف، هناك شعرت بالتردد ولم أعرف ماذا أفعل. إذا ضغطت هل سيعرف بأنني دخلت على ملفه أو إذا أبديت إعجابي به ماذا سيحدث. بقيت مترددة ومتحفظة بخطواتي على الأقل حتى أتاكد قليلا. اغلقت صدفة وذهبت لأكمل اعمالي اليومية وما ينتظرني في الحياة الواقعية.
في اليوم الثاني كنت أراجع بريدي الإلكتروني وجدت عدة رسائل من صدفة تخبرني بأن هناك أشخاص اظهروا إعجابهم بي أو أرسلوا رسالة لي. انتابني فضول ارغمني على الدخول لصدفة مجددا لأعرف المزيد عن الأشخاص الذين راسلوني. تصفحت الموقع وقمت بإضافة بعض المعلومات على ملفي وكتبت وصفا قصيرا عني من غير أن اعطي أي معلومات شخصية، نص يوصف.
شخصيتي أفكاري وكيف أنظر للحياة وما يعجبني بالطرف الآخر كتبت ثلاث كلمات بوصفي للطرف الاخر ”الصدق الإحترام والإهتمام“ حسب ضني إذا وجدت هذه الخصال الثلاثة ستلعب دورا كبير في العلاقة وبناء الثقة وتوليد المشاعر. أصبح ملفي الشخصي جاهزا ولكني لم أضع صورتي الشخصية. أعرف أن من حق الطرف الأخر أن يعرف مع من يتكلم وكيف أكون لأن هذا ما كنت أبحث عنه أيضا، ملفات بصور وببيانات كاملة تعطي لمحة عن المقابل. لم أتجرء لذلك الحد فتركت ملفي من دون صور.
ومن هنا رويدا تعرفت على أشخاص وثقافات متعددة، تعلمت كيف أعرف استخدم صدفة وكيف أتواصل مع الأشخاص المناسبين لي. تحدثت مع البعض من أجل العثور على فارسي بينهم. لن أفقد الأمل، بدأت هنا منذ أيام عدة قليلة. أنا متأكدة بأنه يبحث عني أيضا بين.
الزحام والضجيج والملايين من المشتركات ومئات الرسائل. أعرف أن يوما ما سيكتب لي رسالة و قبل أن أقراؤها سأعرف بأنه هو من أنتظرت طويلا. اعتمد كثيرا على إحساسي وانطباعي ومن خلال تجربتي عرفت أنها الأصح. لا أعيش بمخيلتي فقط ولكن قد يكون لأفلام ديزني تأثيرا إلى الآن…
تسهيل البحث على الآخرين
أكيد في بحثك تفضل مشتركين بملفات كاملة وتفاصيل متنوعة، حتى تتمكن من أخذ نظرة معمقة عليهم قبل التواصل معهم من جهة ومن جهة أخرى تحديد إن كانت بيانتهم تتماشى مع ما تريده. نفس الشيء ينطبق عليك، كلما كان ملفك كاملا كلما باتت حظوظك في التواصل أكبر. أسهل مرحلة هي تعبئة البيانات. لا تتطلب وقتا أو مجهودا. فقط مجموعة من الاختيارات البسيطة التي تتمحور حولك ومن تبحث عنه.
تسريع عملية التواصل
عندما تضع بيانات عنك فأنت تختصر مسافة هامة في التعارف. من سيراسلك أو يرد عليك سيكون مدركا مسبقا لمجموعة من المعلومات عنك. مما يعني ضمنيا أنه أعجب بها أو على الأقل يقبلها، وبالتالي ما سيبنى بينكما سيكون على أساس واضح وصريح. دليلك أن مرحلة أولوية من مراحل الارتباط قد مرت بنجاح وكانت لصالحك.
Comments
Post a Comment